نور شاردة الفكر ولم تنتبه لوالدتها التي دخلت عليها غرفتها وبدأت تناديها
دون جدوى...نور..نور يا ابنتي..!..
آه ..نعم ماما ما الأمر؟..أنه حسان ,..تغيرت ملامح وجهها الهادئة ونبرة صوتها
اللامبالية ,وهتفت ما باله؟..قالت والدتها وهي ترمقها بارتياب: لا شيء ,أنه هنا
ويود رؤيتك . بدا التوتر يغزو روح وجسد نور...وهي تقول ببله..ولما؟...ماذا
يريد؟...قالت والدتها بنفاذ صبر: لا أدري ما بالك؟ لما لا تذهبي له وتعرفي
بنفسك, اقتربت من والدتها وقالت: ولكن ...قالت والدتها وهي خارجة ربما يود
محادثتك بخصوص الوظيفة,...فقد أخبرته كما اصريتي أمس عندما كان يحدثني
بالهاتف...ابتلعت نور ريقها بصعوبة وقالت : ماذا قلتي؟..هزت والدتها رأسها
وقالت: كما طلبتي مني...هيا الرجل ينتظرك...لا تحرجيني معه...وخرجت..
أجبرت رجليها السير حتى غرفة الضيوف, ووجدته هناك جالس ينتظرها , انتفض قلبها
كالعصفور, و تأملته بخجل وحذر أنه هو بطوله الأنيق وجسده الرشيق وشعره الداكن
ونظارته التي تحدد له شخصية المتزن والوقور والغموض البريء...وبعد حوار قصير
...بدأ انفعال نور يطفو فوق الحدود...بعد أن أصر كل منهما على رأيه وفوق هذا
فلتت منه لها كلمة : لا تكوني غبية...!
هيه ..حسان أيها الرجل الغريب حقا, لدي سؤال يحيرني بشدة: عندما تراودك هذه
الفكرة الغريبة التي لربما تغزوك من كوكب المريخ أو كوكب أخر ربما لم يكتشف
بعد...رمقها بنظرة فضول لتتابع...بينما هي فعلا في حال لا يسعها فيه ألا أن
تتابع وأضافت: بأنك يمكنك أن تتحكم بي!..وأن تأمرني وفكرة أن رأيك يهمني وأنني
لا بد سألتزم به ألا تفكر ولو لثانية لماذا؟..لماذا قد أفعل هذا؟ لماذا يحق لك
هذا ولماذا قد ألتزم أنا بما تتفوه به من حماقات؟..وصرخت بجنون منفعل طويل
كصاروخ لا يبدو أنه سيقع على يابس: لماااااذا؟...أبتسم حسان والحرج يتملكه,
وبدا كطالب مستجد بجامعة ضخمة وقد ألقى عليه البروفيسور معادلات لم يفقه منها
شيئا, ولربما شعر بذكاء خاص به هو يفكر: ولما قد أتعلم هذا؟
حملقت فيه ويداها لا تزالان مغروستان بخصرها علامة الاحتجاج , وعيناها تتحداه
تريدان الجواب, بينما عيناه المسكينتان تحدقان فيها ببلاهة وحاجباه مرتفعان
علامة العجب والدهشة لما هي فيه, ونطق بجملة لم تستوعب ما قصد منها: هل سنذهب
لسيرك, ما الأمر؟
قال بلطف عزيزتي نور علاما صراخك؟..أنا لا أحب الصراخ!..وعندما تصرخ أمراءه
كالمجنونة ويدوي صوتها أحياء المعمورة و المعمورات المجاورة و الكواكب الصديقة
وغير الصديقة لا أفهم شيئا !..بسطي الفكرة, وهدئي من نبرة صوتك, وتكلمي بروية ,
أيزعجك أني حريص على مصلحتك؟..أيغضبك هذا؟..ولما وجدها قد هدأت وبدأت تصغي له
تابع: لقد درستي الكيمياء, وأخذت علامات مرتفعة فيه, والكل يحسد ذكائك المتميز,
فلما تحصرين نفسك في مهنة التدريس, وإن لم تجدي وظيفة في مجال التدريس
؟..أتركنين موهبتك على الدولاب القديم؟..أن عرض وظيفة بمختبر بالمستشفى أمر
رائع وكونه مجال مختلط لا يعنى شيئا فأنت فتاة ناضجة, وهذه أفكار سحقها الزمن!
ولوح بيده وكأنه يبعد الغبار عن وجهه فهذه فعلا تبدو بالنسبة له فكرة قديمة.
وقال : ها..أنت معي؟..ثم أنا ابن عمك..فكيف تسألينني سؤالا سخيف مثل ما سألتي,
يحق لك..ولما تعتقد..أخجلي من نفسك!..عضت على شفتها وهي تقاوم رغبة أسنانها في
نهش لحمه, وفكرت ماذا دهاه؟ أ لا يبدي أي غيرة؟
ألا يدرك وهو يرمقها بعطف مليء بالبراءة كم تشعر بأنها خبيثة !..وعندما يستمر
يتحدث بمنتهى الأدب واللياقة وبعض الحرج..ألا يدري أنه بالنسبة لها يملك كل
شيء.. ويحق له كل شيء..أن يغضب بشدة وأن يغازلها بشدة وان يغار عليها بشدة ولو
أرد ليضربها بشدة ولكن ليشعر بشيء ولكنه لا يدري بشيء.. وهذا ما يسبب توترها..
وتابعت التفكير وهي تقول:ماذا دهاه ليعتقد النقاش إنما هو عن وظيفة! حتما هي لن
ترفض هكذا فرصة, ولكنها تود لو أبدى هو ولو بنظراته بعض الغيرة بعض الوصايا بعض
الغضب, لكانت مارست الوظيفة بسعادة...
وبدت تتعجب من نفسها وهي تفكر فيه وقالت: عادة تكون مثله لطيفة وقورة وحذرة
ولبقة مع الآخرين ولكن عندما يتعلق الآمر به يجن جنونها ويستغرب الجميع وقاحتها
وانفعالها ويضنونها تكرهه!..ويقول أغباهم: لما هذه المشاعر الحادة والعدائية
اتجاه ابن عمك؟..هل نسيتي أنكما تربيتما معا تقريبا..وفكرت أتراه يظن بها
مثلهم؟
ولا زالت تسرح في خيالاتها : وتتمناه رجل يعشقها بجنون ويغار عليها حتى الموت
لربما تحرى ونقب عن تصرفاتها بالمستشفى عندما تعمل, وفاجأها بزيارات يشوبها
قلقه وحاجته ليتأكد أنها تلتزم بالقوانين التي يأمرها بها ولربما كانت: لا
تلبسي هذا! لا تمشي هكذا! لا تنظري هكذا! لا تتكلمي هكذا!
وبدا الزمن بالنسبة لها وكأنه توقف,,, و أيقضها حسان وهو يقول: ماذا يا
نور..أين ذهبتي بأفكارك؟..هل اقتنعتي بكلامي؟ وستقبلين الوظيفة؟..ابتسمت بتكلف
وهي تطرد ما تبقى من أفكارها المخبولة بعد أن سمعته يقول: تعلمين أن ليس لي أخت
وأني أعزك كثيرا,, لذلك سامحيني لو جدتي أني أتدخل بحياتك وقراراتك الخاصة!
وتذكرت كيف نشأ حسان معهم في البيت لأنه عاش يتيما بعد أن توفى والداه في حادث
وبقى وحده في الحياة وكيف تعلقت فيه كثيرا وتألمت عندما أبعد ليعيش في شقة ما
وحيدا بحجة أنه أصبح راشدا ولا يصح أن يبقى في منزل به فتيات...واستدارت عنه
لتعطيه ظهرها وهي تقاوم سيلا من المشاعر والذكريات والدموع !..والألم لأنه لمح
لكونها كأخته!
ومسحت ما نزل من دموع شتمتها لأنها دائما توقعها بالإحراج و تفضحها ..اقترب
منها وقال: ماذا؟..نور..لم أعد أفهم ما الأمر؟..وواجهها وهو ينظر لعينيها بحنان
وقال وهو يحاول جعلها تبتسم : افعلي ما تحبين يا نور وانسي ابن عمك
المزعج..تكونت على شفتيها علامة رضى وهي تفكر :على الأقل فهو يتفق معها في
هذا..وهزت رأسها علامة الموافقة...وقالت سأذهب لأجلب لك كعك صنعته بنفسي
انتظرني وذهبت..
بينما جاءت والدتها وجلست قربه وقالت: أخيرا انتهى النزاع ...ماذا قالت
لك؟..قال بخيبة..لم أتمكن من إقناعها يا زوجة عمي...ولكن ما يحيرني أنها تنفعل
وتغضب فجأة وتهدأ وتبدو مختلفة فجأة أخرى لا أدري ما المشكلة؟..أنا قلق
عليها!...شاركته والدتها الحيرة وهي تقول بصوت خافت: الادهى أنها قبلت الوظيفة
منذ يومين ولا أدري لما تكذب عليك وتشاجرك
دون جدوى...نور..نور يا ابنتي..!..
آه ..نعم ماما ما الأمر؟..أنه حسان ,..تغيرت ملامح وجهها الهادئة ونبرة صوتها
اللامبالية ,وهتفت ما باله؟..قالت والدتها وهي ترمقها بارتياب: لا شيء ,أنه هنا
ويود رؤيتك . بدا التوتر يغزو روح وجسد نور...وهي تقول ببله..ولما؟...ماذا
يريد؟...قالت والدتها بنفاذ صبر: لا أدري ما بالك؟ لما لا تذهبي له وتعرفي
بنفسك, اقتربت من والدتها وقالت: ولكن ...قالت والدتها وهي خارجة ربما يود
محادثتك بخصوص الوظيفة,...فقد أخبرته كما اصريتي أمس عندما كان يحدثني
بالهاتف...ابتلعت نور ريقها بصعوبة وقالت : ماذا قلتي؟..هزت والدتها رأسها
وقالت: كما طلبتي مني...هيا الرجل ينتظرك...لا تحرجيني معه...وخرجت..
أجبرت رجليها السير حتى غرفة الضيوف, ووجدته هناك جالس ينتظرها , انتفض قلبها
كالعصفور, و تأملته بخجل وحذر أنه هو بطوله الأنيق وجسده الرشيق وشعره الداكن
ونظارته التي تحدد له شخصية المتزن والوقور والغموض البريء...وبعد حوار قصير
...بدأ انفعال نور يطفو فوق الحدود...بعد أن أصر كل منهما على رأيه وفوق هذا
فلتت منه لها كلمة : لا تكوني غبية...!
هيه ..حسان أيها الرجل الغريب حقا, لدي سؤال يحيرني بشدة: عندما تراودك هذه
الفكرة الغريبة التي لربما تغزوك من كوكب المريخ أو كوكب أخر ربما لم يكتشف
بعد...رمقها بنظرة فضول لتتابع...بينما هي فعلا في حال لا يسعها فيه ألا أن
تتابع وأضافت: بأنك يمكنك أن تتحكم بي!..وأن تأمرني وفكرة أن رأيك يهمني وأنني
لا بد سألتزم به ألا تفكر ولو لثانية لماذا؟..لماذا قد أفعل هذا؟ لماذا يحق لك
هذا ولماذا قد ألتزم أنا بما تتفوه به من حماقات؟..وصرخت بجنون منفعل طويل
كصاروخ لا يبدو أنه سيقع على يابس: لماااااذا؟...أبتسم حسان والحرج يتملكه,
وبدا كطالب مستجد بجامعة ضخمة وقد ألقى عليه البروفيسور معادلات لم يفقه منها
شيئا, ولربما شعر بذكاء خاص به هو يفكر: ولما قد أتعلم هذا؟
حملقت فيه ويداها لا تزالان مغروستان بخصرها علامة الاحتجاج , وعيناها تتحداه
تريدان الجواب, بينما عيناه المسكينتان تحدقان فيها ببلاهة وحاجباه مرتفعان
علامة العجب والدهشة لما هي فيه, ونطق بجملة لم تستوعب ما قصد منها: هل سنذهب
لسيرك, ما الأمر؟
قال بلطف عزيزتي نور علاما صراخك؟..أنا لا أحب الصراخ!..وعندما تصرخ أمراءه
كالمجنونة ويدوي صوتها أحياء المعمورة و المعمورات المجاورة و الكواكب الصديقة
وغير الصديقة لا أفهم شيئا !..بسطي الفكرة, وهدئي من نبرة صوتك, وتكلمي بروية ,
أيزعجك أني حريص على مصلحتك؟..أيغضبك هذا؟..ولما وجدها قد هدأت وبدأت تصغي له
تابع: لقد درستي الكيمياء, وأخذت علامات مرتفعة فيه, والكل يحسد ذكائك المتميز,
فلما تحصرين نفسك في مهنة التدريس, وإن لم تجدي وظيفة في مجال التدريس
؟..أتركنين موهبتك على الدولاب القديم؟..أن عرض وظيفة بمختبر بالمستشفى أمر
رائع وكونه مجال مختلط لا يعنى شيئا فأنت فتاة ناضجة, وهذه أفكار سحقها الزمن!
ولوح بيده وكأنه يبعد الغبار عن وجهه فهذه فعلا تبدو بالنسبة له فكرة قديمة.
وقال : ها..أنت معي؟..ثم أنا ابن عمك..فكيف تسألينني سؤالا سخيف مثل ما سألتي,
يحق لك..ولما تعتقد..أخجلي من نفسك!..عضت على شفتها وهي تقاوم رغبة أسنانها في
نهش لحمه, وفكرت ماذا دهاه؟ أ لا يبدي أي غيرة؟
ألا يدرك وهو يرمقها بعطف مليء بالبراءة كم تشعر بأنها خبيثة !..وعندما يستمر
يتحدث بمنتهى الأدب واللياقة وبعض الحرج..ألا يدري أنه بالنسبة لها يملك كل
شيء.. ويحق له كل شيء..أن يغضب بشدة وأن يغازلها بشدة وان يغار عليها بشدة ولو
أرد ليضربها بشدة ولكن ليشعر بشيء ولكنه لا يدري بشيء.. وهذا ما يسبب توترها..
وتابعت التفكير وهي تقول:ماذا دهاه ليعتقد النقاش إنما هو عن وظيفة! حتما هي لن
ترفض هكذا فرصة, ولكنها تود لو أبدى هو ولو بنظراته بعض الغيرة بعض الوصايا بعض
الغضب, لكانت مارست الوظيفة بسعادة...
وبدت تتعجب من نفسها وهي تفكر فيه وقالت: عادة تكون مثله لطيفة وقورة وحذرة
ولبقة مع الآخرين ولكن عندما يتعلق الآمر به يجن جنونها ويستغرب الجميع وقاحتها
وانفعالها ويضنونها تكرهه!..ويقول أغباهم: لما هذه المشاعر الحادة والعدائية
اتجاه ابن عمك؟..هل نسيتي أنكما تربيتما معا تقريبا..وفكرت أتراه يظن بها
مثلهم؟
ولا زالت تسرح في خيالاتها : وتتمناه رجل يعشقها بجنون ويغار عليها حتى الموت
لربما تحرى ونقب عن تصرفاتها بالمستشفى عندما تعمل, وفاجأها بزيارات يشوبها
قلقه وحاجته ليتأكد أنها تلتزم بالقوانين التي يأمرها بها ولربما كانت: لا
تلبسي هذا! لا تمشي هكذا! لا تنظري هكذا! لا تتكلمي هكذا!
وبدا الزمن بالنسبة لها وكأنه توقف,,, و أيقضها حسان وهو يقول: ماذا يا
نور..أين ذهبتي بأفكارك؟..هل اقتنعتي بكلامي؟ وستقبلين الوظيفة؟..ابتسمت بتكلف
وهي تطرد ما تبقى من أفكارها المخبولة بعد أن سمعته يقول: تعلمين أن ليس لي أخت
وأني أعزك كثيرا,, لذلك سامحيني لو جدتي أني أتدخل بحياتك وقراراتك الخاصة!
وتذكرت كيف نشأ حسان معهم في البيت لأنه عاش يتيما بعد أن توفى والداه في حادث
وبقى وحده في الحياة وكيف تعلقت فيه كثيرا وتألمت عندما أبعد ليعيش في شقة ما
وحيدا بحجة أنه أصبح راشدا ولا يصح أن يبقى في منزل به فتيات...واستدارت عنه
لتعطيه ظهرها وهي تقاوم سيلا من المشاعر والذكريات والدموع !..والألم لأنه لمح
لكونها كأخته!
ومسحت ما نزل من دموع شتمتها لأنها دائما توقعها بالإحراج و تفضحها ..اقترب
منها وقال: ماذا؟..نور..لم أعد أفهم ما الأمر؟..وواجهها وهو ينظر لعينيها بحنان
وقال وهو يحاول جعلها تبتسم : افعلي ما تحبين يا نور وانسي ابن عمك
المزعج..تكونت على شفتيها علامة رضى وهي تفكر :على الأقل فهو يتفق معها في
هذا..وهزت رأسها علامة الموافقة...وقالت سأذهب لأجلب لك كعك صنعته بنفسي
انتظرني وذهبت..
بينما جاءت والدتها وجلست قربه وقالت: أخيرا انتهى النزاع ...ماذا قالت
لك؟..قال بخيبة..لم أتمكن من إقناعها يا زوجة عمي...ولكن ما يحيرني أنها تنفعل
وتغضب فجأة وتهدأ وتبدو مختلفة فجأة أخرى لا أدري ما المشكلة؟..أنا قلق
عليها!...شاركته والدتها الحيرة وهي تقول بصوت خافت: الادهى أنها قبلت الوظيفة
منذ يومين ولا أدري لما تكذب عليك وتشاجرك